دقت نتائج فريق الكرة بالنادي الاهلي في الفترة الاخيرة ناقوس الخطر من جديد، واصبح اداء معظم نجوم الفريق لوغاريتم ولغز اصعب من الرموز الي نقشت علي حجر رشيد، فتارة تكون في اعلي درجات الامتياز، وتارة اخري لا ترقي لان نقول عليهم لاعبي كرة قدم.
ومن هنا نتكلم ليس لمجرد النقد .. ولكن بصورة تحليلية يجب أن نقف من خلالها علي ارض الواقع ولو لمرة واحدة، ويجب الا تخدعنا النتائج برغم ضعف المستوي والاداء وبمساعدة توفيق المولي عز وجل.
الاهلي خلال العامين الماضيين بدأ رحلة الهبوط، وكان الكثيرون قد حذروا من هذا الانحدار الرهيب في المستوي وبالتحديد منذ عام 2006 علي الرغم من حصول الفريق علي البطولات في هذا العام وخاصة الافريقية، ولكن .. المتابع لرحلة الفريق في بطولة الاندية الافريقية سيري انها جاءت بعد معاناه وليست لقوة الفريق التي كان عليها في 2005 حيث لم يهزم الاهلي هذا الموسم سواء افريقيا أو محليا.
نعم حقق الاهلي المركز الثالث في مونديال الأندية عام 2006 ولا ننكر هذا الانجاز الكبير للكرة المصرية عامة وللاهلي خاصة، ولكن .. هذه تعتبر حالة .. والحالة هنا لا تتكرر كثيرا لأنها دائما ما تأتي بمصاحبة التوفيق، وان غاب فيجب الاعتماد علي التركيز الشديد بجانب الخبرة من سابق المواعيد.
تلك العوامل التي جاءت مجتمعة مع الأهلي في كأس العالم للأندية وأتت بثمارها، لم تعد موجودة الآن حتى وهو بطل افريقيا، لان العامل الأول وهو التوفيق لن يظل مصاحبا للأهلي طوال الوقت، وحينما غاب رأينا الفريق في حالة يرثي لها.
قد يختلف البعض معي ويتفق اخرون، وان كان العقلانيون سيقولون ان اي فريق في العالم يتعرض لهذه الهزة، وانا اتفق في هذا الكلام ولكن لي ملاحظة:
لا اختلف مع مبدأ تثبيت التشكيل الذي هو آفة كل الفرق المصرية، وان الفريق لن ينضم اليه الا اللاعب الجاهز وما الي ذلك من مبررات، ولكن ما معني ان يقوم الاهلي كل فترة انتقالات بشراء هذا الكم الهائل من اللاعبين ثم يقوم بتخزينهم في الثلاجة لحين انتهاء صلاحيتهم فيقوم ببيعهم من جديد بعد ان يعفو عليهم الزمن ولم يستفد منهم.. ما معني هذا؟
لا تقولوا ان لاعبي الأهلي قد استهلكتهم كثرة البطولات سواء المحلية أو القارية ومع المنتخب، بل قولوا انهم استنفذوا بفعل فاعل .. فحينما ضخ الفريق دماء جديدة أتي بحسين علي من بتروجيت (بعد محاضر وخناقات وتقطيع هدوم) ثم حسين ياسر محمدي من البرتغال واحمد حسن فرج من المحلة (صفقة لكيد الاعداء فقط) – فاين هؤلاء؟.. واين سيد معوض الذي نعرفه؟ واين هاني العجيزي الذي انتظره الملايين ولم يشارك حتى الآن أساسيا برغم خلو مكان عماد متعب الذي انتقل إلي السعودية.
اين من سبق هؤلاء اللاعبين؟ فالاهلي في خلال أربع سنوات لم يقم بتغيير التشكيل الذي يخوض به مواجهاته سواء الصعبة او السهلة خارجيا وداخليا اللهم الا في مركز أو اثنين علي الأكثر، واليوم يعاني دفاع الاهلي بالكامل من ترهل وتصدعات يسهل لأي رياح ان تمر منه، ولكم ان تتخيلوا ان شباك الاهلي تلقت اربعة اهداف في مباراتين متتاليتين وهو مالم نعهده من هذا الفريق.
الي كل من يهمه امر الكرة المصرية، يجب ان يكون هناك وقفة ودعوة للاستيقاظ قبل فوات الاوان لأن الكرة المصرية لن تحتمل سقوط بطل اخر بعد وقوع الزمالك فى هاوية لم يصعد منها حتى الآن.
نعم نقول الكرة المصرية وليس الاهلي فقط لان هذا الفريق هو نواة للمنتخب المصري وينعكس مستوي معظم نجومه علي اداء المنتخب وهذه حقيقة واقعة لا ينكرها احد، بجانب اقتراب الفريق من خوض بطولة عالمية يشاهدها الملايين في شتي انحاء الكرة الارضية، فالكبير يجب ان يبقي كبيرا حتي في نظر منتقديه وكارهيه.
هذه صرخة تحذير لكل مسئول داخل هذا الصرح الشامخ الذي طالما شرف الكرة المصرية، حاسبوا قبل ان تحاسبوا لأن هناك بالفعل صدع عميق داخل الجدران ولا يراه احد، ومن سيراه سيغمض عينيه لأنه لن يستطيع بناءه من جديد وهو بلا عون او سند.