ربما رفضت العناية الإلهية ومعها أخطاء الحكم النرويجي توم هينينج ان لا يكون فريق برشلونة طرفاً في المباراة النهائية لدوري أبطال اوروبا هذا الموسم، وارتضيا بالإطاحة بفريق تشيلسي ومدربه العبقري جوس هيدنيك.
فالمتابع للقاء العودة بين تشيلسي وبرشلونة الأسباني في ستامفورد بريدج معقل الفريق الإنجليزي، يجد أن النتيجة المنطقية البعيدة عن أي مؤثرات خارجية والتي تستند للمنطق وللشواهد الفنية تقول أن البلوز كان يجب أن يكون طرفاً في المباراة النهائية امام مانشستر يونايتد.
بيب جوارديولا
-أخطأ بالدفع بيايا توريه في خط الدفاع فلم يقدم أداء جيداً ومثل الإيفواري ديديه دروجبا خطراً كبيراً عليه، وقام بوسكيتس بقيام دوره في خط الوسط المدافع وفشل تمام في الربط بين خط الدفاع والهجوم والذي كان بإمكان توريه ان يقوم به بشكل متميز لو كان في مركزه الطبيعي.
- فشل انيستا تماما في لعب دور تيري هنري من الناحية اليسرى الهجومية، وحتى ولو كان بمقدوره القيام بهذا الدور في المباريات المحلية فمن الصعب على لاعب بإمكانيات انيستا التكتيكية اللعب على الأطراف في ظل تكتل دفاعي رهيب وقوي من لاعبي تشيلسي.
-لم يستطع سيدو كيتا مجاورة تشابي في خط الوسط الهجومي على عكس انيستا الذي مثل ثنائياً رائعا مع تشابي في معظم مباريات برشلونة هذا الموسم.
-جوارديولا وقف مشاهداً مثله مثل غيره متابعاً للمباراة، ولم يحرك ساكنا حتى بعد خسارة فريقه لهدف، واكتفى بتلقي دروس التدريب من جوس هيدنيك خلال المباراة، وحتى بعد تسجيل انيستا للهدف القاتل في الدقيقة 93، نسى انه يدير اللقاء ـ وتلقى تعليمات بالتبديل التكتيكي من لاعبه الاحتياطي سيلفينيو!
-لا يتحمل جوارديولا هبوط أداء اثنين من أهم محاور لعب فريقه خلال هذه المباراة هما الثنائي داني الفيس وصامويل ايتو.
جوس هيدنيك
-قرأ جيداً أداء فريق برشلونة، وتمكن تماما من إبطال قوة مفاتيحه الهجومية وبخاصة في خط الوسط فدفع بالثلاثي بالاك وإيسيان ولامبارد ومعهم مالودا وانيلكا الذي كلف لهما بعض الوجبات الدفاعية الكبيرة خلال هذا اللقاء، فالأول ساعد اشلي كول وبالاك في تكوين ثلاثي دفاعي أمام الخطير ميسي، أما الثاني فساهم بشكل جيد خلال الشوط الأول مع إيسيان وبوسينجوا في وقف خطورة انيستا.
-تمكن أيضا هذا الهولندي المخضرم من استخدام انيلكا ومالودا في الضغط على طرفي برشلونة ابيدال والفيس ومنعهما من التقدم هجوميا معظم فترات المباراة.
-واستفاد من قوة مهاجمه الصلب السريع ديديه دروجبا طوال زمن الشوط الأول الذي شكل خطورة على دفاعات برشلونة، واستطاع ببراعة من سحب فريقه نحو خط دفاع برشلونة وتمثيل خطورة عليه.
-اخطأ هيدينك في عدم الدفع بالإيفواري السريع سالمون كالو بدلاً من زميله المصاب ديديه دروجبا الذي كان بإمكانه تأمين النتيجة بهدف ثاني بعد طرد أبيدال، خاصة وأن انيلكا كان قد استهلك تكتيكياً بشكل تام خلال الشوط الأول.
الحكم النرويجي توم هينينج
-كان أسوء ما في هذه المباراة بقراراته العكسية للفريقين وبخاصة فريق تشيلسي الذي أوضحت بعض الإعادات التلفزيونية خلال اللقاء بأحقيته باحتساب ثلاث أو أربع ضربات جزاء لصالحه على الأقل.
-بعض وسائل الإعلام الإنجليزية قالت بعد اللقاء أن أخطاء الحكم النرويجي كانت مقصودة بأوامر من الإتحاد الأوروبي للعبة الذي يرفض أن يكون النهائي الأوروبي إنجليزياً خالصاً للمرة الثانية على التوالي.
العناية الإلهية أهم من عبقرية هيدنيك وأخطاء هينينج
أخيراً كانت قذيفة انيستا "القدرية" في الدقيقة 93 والتي أهلت برشلونة لنهائي منطقي أمام مانشستر يونايتد بصفتهما أقوى فريقين في أوروبا حالياَ، دلت على أن أخطاء الحكم النرويجي لم تكن مقصودة، وأن عبقرية هيدنيك ليست كافية لمساعدة تشيلسي للوصول للمباراة النهائية، فقط كان القدر يرغب في أن يكون نهائي أوروبا 2009 بروما هو واحد من أقوى النهائيات المنتظرة في تاريخ كرة القدم.